الاهتمام والرومانسية: الماء الذى يروى الحب

الاهتمام والرومانسية: الماء الذى يروى الحب
الاهتمام والرومانسية: الماء الذى يروى الحب

الاهتمام والرومانسية: الماء الذى يروى الحب

بعد أن قمنا بنشر المقالات الأولية من سلسلة أسرار السعادة الزوجية، لإفادة حديثي الزواج والمقبلين على الزواج، وبعد أن انتهينا بفضل الله وتوفيقه من نشر المقال الأخير باسم فن التسامح: دواء الخلافات وبلسم الجراح وبعد أن تأكدنا من إتقان الزوجان لفن التسامح والقدرة على تجاوز الخلافات وحلها بطريقة تعيد للعلاقة قوتها وصلابتها، سنقدم اليوم ركن لا يقل أهمية عن مواضيع المقالات السابقة وهو الاهتمام والرومانسية : الماء الذى يروى الحب.

بالفعل الحب مثل الشجرة يجب ان تروى حتى تنمو، بل على الأقل تحافظ على صمودها، الاهتمام بالرومانسية هو الجانب الأكثر جمالا في العلاقة الزوجية الرومانسية، هي تغذية شعلة الحب، لأن الإهمال العاطفي هي أفة تصيب العلاقة الزوجية والتي قد تقضى على سنوات من العشرة.   

كيف أصبح رومانسية مع حبيبي ؟

لا شك أن الرومانسية من اهتمامات الأزواج، ويحب الحفاظ عليها والتمسك، بها للحفاظ على العلاقة، والاهتمام بها، وللحفاظ على الرومانسية بين الأزواج لابد من إتباع الطرق المثلى وهى. 

  • تقديم الهدايا فى المناسبات الخاصة بين الأزواج.

  • عمل عشاء على ضوء الشموع واضفاء جو من المرح.

  • الخروج لتناول العشاء في أماكن خارجية لتجديد العلاقة. 

  • مشاركة الزوجان اهتماماتهم البعض بعيدا عن ضجيج الأطفال.

  • تجهيز متطلبات الزوج والاعتناء بمقتنياته. 

اذا حافظا الزوجان بالالتزام بالأفعال التي ذكرناها، ستظل شعلة الحب مفعلة، وسيبعد شبح الإنهيار عن العلاقة تماما. 

هل الحب هو الرومانسية

الحب والرومانسية تربطهما رباط وثيق ولا يمكن وجود عنصر دون الاخر والعلاقة بينهما علاقة طردية اى اذا زاد الحب زادت الرومانسية 

  1. الحب : هو عاطفة عميقة وأساسية، تشمل المودة، والارتباط الروحي، والاهتمام بالطرف الآخر، والالتزام تجاهه على المدى الطويل.

  2. الرومانسية : هي الأفعال والأساليب التي يُعبر بها عن مشاعر الحب، وتتضمن اللفتات الجميلة، والاهتمام التفصيلي، والأجواء المثيرة للعواطف.

  3. الحب : عادةً ما يكون أكثر ثباتًا وعمقًا، ويدوم حتى في أوقات التحديات، فهو يمثل الأساس المتين للعلاقة.

  4. الرومانسية : قد تكون متقلبة وتعتمد على المواقف والجهد المبذول، وقد تخفت وتشتعل، وهي بمثابة التجديد المستمر لدفء العلاقة.

  5. الحب : يركز على كيان الشخص وقبوله بالكامل، مع التركيز على الصفات الجوهرية، والأهداف المشتركة، والدعم المتبادل.

  6. الرومانسية : تركز على المشاعر اللحظية وتجميل الواقع والتعبير عن الشغف، مثل الهدايا والكلمات العذبة والسهرات الخاصة.

  7. الحب : هو ضرورة أساسية لاستمرارية العلاقة الناجحة والصحية وطول أمدها.

  8. الرومانسية : هي إضافة جميلة ومُحسِّنة للحب، تزيد من بهجة العلاقة ومتعتها، ولكن العلاقة قد تستمر دونه إذا كان الحب موجودًا (يُشار إليها أحيانًا بـ "نكهة" الحب).

كلا من الحب والرومانسية مكملين كلا منهما للآخر ولا يمكن الاستغناء عن احدهما 

 مؤشرات صامتة للإهمال العاطفي:

هناك مؤشرات صامتة تعبر عن الإهمال العاطفي، مع العلم بأن هذه المؤشرات هي كفيلة بتدمير أي علاقة مهما كانت قوتها ومتانتها.    

  1. انخفاض التواصل البصري أثناء الحديث؛ مما يشعر الشريك بأنك مشتت الذهن.

  2. زيادة استخدام الهاتف أثناء الوجبات المشتركة أو وقت الفراغ؛ مما يعني إعطاء الأولوية للشاشة على الشريك.

  3. تحويل الحديث دائمًا نحو "أنا" بدلاً من "نحن"؛ مما يدل على غياب الشراكة.

  4. الغياب عن طقوس الترحيب أو الوداع اليومية (قبل العمل وبعده)؛ وهي لحظات سريعة لكنها تحمل دلالات عميقة.

ما هي بعض النصائح للحفاظ على حب الزوج

  1. للحفاظ على علاقة زوجية سعيدة ومستمرة، يمكن اتباع النصائح التالية:

  2. التواصل الدائم والصادق: شاركي زوجكِ تفاصيل يومكِ، وإستمعي إليه باهتمام دون مقاطعة، وعبري عن مشاعركِ بصدق ووضوح.

  3. احترام شخصيته واستقلاليته: قدّري خصوصيته واهتماماته الخاصة، وتجنبي محاولة تغييره، فالحب يزدهر في بيئة من التقبل المتبادل.

  4. المبادرة بالتقدير والثناء: لا تتوقفي عن شكره على جهوده الصغيرة والكبيرة، والاحتفاء بنجاحاته، والتعبير عن فخركِ به.

  5. الحفاظ على الرومانسية والمفاجآت: خصصي وقتاً للأنشطة المشتركة الممتعة، وقدمي مفاجآت بسيطة تعيد إحياء شرارة البداية في علاقتكما.

  6. دعم طموحاته وأهدافه: كوني أكبر مشجعيه وداعميه في مسيرته المهنية والشخصية، فالدعم المتبادل يقوي الروابط.

  7. الإعتناء بالمظهر الشخصي والمنزل: الإهتمام بجمالكِ وترتيب المنزل يخلق جواً مريحاً وجذاباً للطرفين.

  8. حل الخلافات بطريقة بناءة وهادئة: التركيز على إيجاد حلول بدلاً من توجيه اللوم، والحرص على عدم ترك الخلافات تتفاقم دون حل

الرومانسية فى الإسلام

وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم ضحاكاً بساماً في أهله، يبدأ بالسواك، ويقترب من زوجته، ويدخل البهجة على أهله حتى يأتي لصاحبة النوبة فيبيت عندها، وكان صل الله عليه وسلم رغم مسئولياته العظام ومهامه الجسام، يعطي أهله حقهم، وقد كان يستمع لأمنا عائشة -رضي الله عنها- وهي تذكر له حديث أم زرع الطويل، وهو يستمع ويتفاعل ويقول لها بلطف وحنو: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك) عليه صلاة الله وسلامه.


 وجميع الأديان السماوية توصى بترك الرومانسية المحرمة التي يصطاد بها السفهاء الفتيات السذج، ويوقعوهن في شراك الموبقات، لكنك بعد الزواج يجب أن تتدرب على الغزل الحلال، وتسعد بسحر زوجتك الحلال، ولا تظن أن ذلك ينافي التقوى والوقار، فأدها حقها.

ولابد من التدرب على الملاطفة والمداعبة لزوجتك، ولو على سبيل التصنع، حتى يتحول الأمر إلى عادة وممارسة، وسوف تجد آثار ذلك في حياتكما، واعلم أن للعمل والجد وقته، وللهو والمرح وقته، فكن مستمعاً جيداً، ولاطفها وأدخل السرور عليها، فإنك تؤجر على ذلك، وسوف يتغير الوضع عندما يرزقكم الله بالأطفال، وعندها سوف ينصرف جزء من عواطفها واهتمامها إلى أطفالها، وتلك أزمات يتململ فيها كثير من الرجال.

الرومانسية في وجه التغيير: التكيف مع المراحل العمرية 

الإهتمام يجب أن يكون مرناً ومتكيفاً مع المراحل المختلفة للعلاقة، ما كان رومانسياً في السنة الأولى، قد لا يكون كذلك بعد عشر سنوات من الزواج.

  • مرحلة الإنجاب: التركيز هنا يتحول إلى الإهتمام المنفرد، يجب أن يكون الإهتمام موجهاً نحو "الشريك كفرد" وليس "الشريك كوالد"، تخصيص ساعة او جزء من الوقت بعد نوم الأطفال للحديث عن أي شيء إلا عن الأطفال، هو مفتاح الرومانسية في هذه المرحلة.

  • مرحلة منتصف العمر والضغوط المهنية: التركيز هنا يكون على الدعم والتشجيع، الإهتمام يتحول إلى تقدير المجهود، وتوفير مساحة للراحة، وتذكير الشريك بنجاحاته السابقة وقيمته.

  • مرحلة التقاعد: الإهتمام يتحول إلى إكتشافات مشتركة جديدة، الرومانسية تعني هنا إيجاد هوايات جديدة مشتركة، والسفر، والبدء في بناء حياة جديدة مشتركة بعيداً عن ضغط العمل، وهذا يتطلب مرونة و تقبّل للتغيير.

  • الاهتمام والرومانسية يُعبَّر عنهما أيضاً بالامتنان، تذكر أن تخبر شريكك بامتنانك لوجوده في حياتك، وليس فقط للأشياء التي يفعلها، هذا يعزز القيمة الذاتية للشريك ويقوي العلاقة.

كيفية الحفاظ على الاهتمام (نقاط للتنفيذ):

  1. التجديد المستمر: لا تقع في فخ الروتين، ابحث عن فكرة جديدة كل شهر لكسر الجمود (تجربة مطبخ جديد، مكان جديد للمشي).

  2. الاعتراف بالخطأ العاطفي: إذا شعرت أنك أهملت شريكك، لا تبرر، اعتذر بصدق، وصحح اعتذارك بفعل اهتمام صغير وملموس.

الخاتمة:  

لقد تعلمنا أن الاهتمام والرومانسية: الماء الذى يروى الحب ليسا مجرد ترف، بل هما ضرورة نفسية لاستمرار الود، الحب الذي لا يُروى يجف، ولا يمكن لأي قدر من التسامح أن يعوض غياب الشغف والرعاية، ابدأ اليوم بتطبيق إحدى لغات الحب التي تعلمتها، واجعل حياتك الزوجية احتفالًا يوميًا.

ومع ذلك، حتى الأزواج الأكثر رومانسية يواجهون حقيقة أنهم شخصان مختلفان بطباع وتوقعات متباينة، الإهتمام يحافظ على الحب، لكن تقبّل الاختلافات يحافظ على البيت نفسه، السؤال الآن: كيف يمكن لهذا الحب أن يستمر وينمو رغم التباين والاختلافات الجوهرية؟ هذا هو السر الذي نكشفه في مقالنا القادم: المودة والرحمة: أساس الحب المستدام بين الزوجين.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال