![]() |
فن التسامح: دواء الخلافات وبلسم الجراح |
المقدمة: التسامح سر العلاقات المستقرة
تحدثنا الى حضراتكم فى المقال السابق المقال الثالث من سلسلة مقالات اسرار السعادة الزوجية، عن الاحترام المتبادل : جسر العبور الى قلب الشريك، وكم كشف هذا المقال عن كيفية حماية القلوب وزيادة الحب والمودة عن طريق الاحترام، فاننا اليوم نتشرف بعرض المقال الرابع توضيحا لقيمة التسامح واثره على توطيد العلاقات، وخاصة العلاقة الزوجية حيث ان التسامح فن لا يجيده الا المحترفين، لكونه قادر على اعادة الدفء للعلاقة بعد تصدعها بسبب المشاكل.
التسامح ليس كلمة تطلق باللسان، ولكن التسامح فن يجب ممارسته يوميا حتى تصل لمرحلة الاجادة، لان التسامح هو قدرة الانسان على تجاوز الاخطاء البسيطة والهفوات، واعادة العلاقة الى مسارها الطبيعى دون ضغينة او مرارة، شرط ان يكون التسامح من القلب وليس مجبرا عليه، ولان العلاقة الزوجية رحلة طويلة ومليئة بالتحديات وتجاوز المشكلات، ووجود الخلافات امر طبيعى بين اى زوجين وللعلم مايحدد نجاح العلاقة الزوجية ليس عدم وجود خلافات، ولكن يحدد النجاح على مدى التوافق والقدرة على التسامح، وتحويل التسامح الى لفرص نمو العلاقة والتفاهم المتبادل.
لماذا يعتبر التسامح ضروريا فى الزواج ؟
التسامح هو اللبنة التى تبنى جسورا جديدة اذا سقط احد الجسور السابق ذكرها، وهى جسر الثقة وجسر الاحترام، وبدون جسر التسامح تتحول المشاكل الصغيرة والهفوات الى صراع دائم.
التسامح يحمى العلاقة من الانهيار
عندما يتجاوز طرفى الزواج عن الاخطاء الصغيرة بالتسامح، فانهم يمنحون العلاقة للنمو والاستمرار.
التسامح يقلل كثيرا من حدة التوتر النفسى ويخلق الاجواء الهادئة فى البيت، وينعكس ذلك على باقى افراد الاسرة.
التسامح اذا تم ممارسته بشكل واع من الزوجين يشعر كل طرف بالقرب من الاخر، وبالقرب النفسى والعاطفى المتين.
التسامح ايضا يزيل اى عوائق تمنع نمو الحب وازدهاره، ويخلق مناخ للحنان والاحترام والحب.
التسامح ليس مهارة غريزية بالضرورة، بل ان التسامح ممكن ان تكون صفة مكتسبة يجب التدرب عليها جيدا لاتقانها، وذلك بممارسة الوعى الذاتى وقدرة التحكم فى الانفعال والتفكير بتركيز.
مظاهر التسامح فى الحياة اليومية
السماح للطرف الاخر بالتعبير عن رايه وعدم المقاطعة الحجر عليه.
تقبل النقد البناء.
اعادة صياغة المشاعر السلبية بشكل إيجابى بدلا من النفعال الفورى.
التسامح والتغاضى عن المشاكل الصغيرة مثل النسيان او التاخر.
التسامح يعزز الشعور بالراحة النفسية وكذلك يقلل من تراكم الغضب.
عند الخلافات المالية وتربية الاطفال.
الاستماع بصبر وتقديم حلول بدلا من الصدام.
التفكير دائما بان الهدف الحفاظ على العلاقة وليس الهدف هو الفوز.
التسامح واثره على الصحة النفسية للزوجين
تقليل التوتر العصبى والضغط النفسى اتباع سياسة التسامح تمنع تراكم المشاعر الغير ايجابية وتقلل من التوتر، والقلق وكذلك الاكتئاب الذى قد ينتج من الخلافات لفترات طويلة.
تعزيز الشعور بالامان الطرف الذى يشعر بان شريكة يتعامل بالتسامح يشعر بالامان والطمانينة، ويجرؤ على التعبير عن مشاعره بكل حب دون الخوف من الاهانة او العقاب.
التسامح يعيد الثقة الى وضعها الطبيعى بعد اى خلاف، ويجعل الطرفين يشعران بان العلاقة اكثر امنا واسقرارا.
تحديد الاولويات الزواج ملئ بالمواقف التى يمكن ان تثير الخلاف، لكن التسامح يعنى القدرة على ترتيب الولويات من الاهم ثم المهم.
قوة الاعتذار
الاعتذار الصادق ليس علامة ضعف بل هو قوة تعيد بناء الثقة.
الاعتذار عند الخطا يخفف جدا من التوتر النفسى للطرف الاخر.
اطلاق كلمات بسيطة مثل الاسف لها تاثير ايجابى كبير.
خطوات يومية لتعزيز التسامح
تركيز كل طرف من العلاقة على الايجابيات التى يتميز بها الطرف الاخر.
كتابة 5 اشياء تقوم بشكر شريكك بها يوميا.
التركيز الدائم على الايجابيات يقلل من تراكم الغضب ويعزز فكرة التسامح.
قبول ان لكل طرف العادات الخاصة به.
التسامح يعنى احترام هذه الفروقات دون محاولات فرض السيطرة والتشبث بالراى الاوحد.
التسامح هو اداة لتقوية الحب والشغف الزوجان اللذان يتعاملان ويمارسان فن التسامح بوعى يصبحان اكثر قدوة على تقدير بعضهما البعض، واعادة اكتشاف المشاعر الايجابية المكبوتة، وليس بالضرورة ان يكون التسامح لتجاوز وعبور المشكلات فقط.
خاتمة:
فن التسامح: دواء الخلافات وبلسم الجراح المقال الرابع من سلسلة اسرار السعادة الزوجية فنّ التسامح هو أعظم هدية يمكن أن يمنحها الإنسان لنفسه قبل أن يمنحها للآخرين، فهو دواء يشفي جراح القلوب، ويطفئ نار الخلافات، ويعيد للروح صفاءها وللعلاقات دفئها، بالتسامح نرتقي فوق الأحقاد، ونتعلم أن القوة الحقيقية ليست في الرد، بل في العفو والاحتواء، إنه بلسم يرمم ما كسرته الأيام، ويزرع السلام في دروب الحياة.
في سلسلة أسرار السعادة الزوجية، اكتشفنا كيف أن التواصل المستمر بين الزوجين، الثقة والصدق: قاعدة البيت الآمن، "الاحترام المتبادل: جسر العبور إلى قلب الشريك" فن التسامح: دواء الخلافات وبلسم الجراح، تشكل لبنات متينة للبيت الزوجي. التسامح هو الدواء الذي يداوي جراح العلاقة، ويعيد الثقة والدفء بعد أي خلاف.
إذا كان التسامح يداوي الجراح ويعيد التوازن للعلاقات، فماذا نفعل للحفاظ على الشغف والحب المستمر بعد سنوات من الزواج؟
في المقال القادم بعنوان:
"الرومانسية وتجديد الحب: كيف نحافظ على الشغف حيًّا؟"
سنكتشف معًا أساليب عملية لإحياء الشرارة، وإضافة لمسات رومانسية تعيد الحميمية، وتمنح العلاقة دفئًا متجددًا يستمر مدى الحياة.الزواج رحلة طويلة مليئة بالتحديات.